الجمع والقصر حكم شرعي متعلّق بصلاة الفريضة للشخص المسافر من باب التيسير على المسملين فدين الإسلام دين يسر لا دين عسر،
قصر الصلاة هي أن تصبح الصلاة الرباعية ركعتين فقط في السفر وتكون فقط للصلاة المكوّنة من أربع ركعات، لذلك لا تجوز لصلاة الفجر والمغرب، أمّا بالنسبة للجمع فهو عبارة عن جمع صلاتين أي أن يجمع المصلي بين صلاة الظهر والعصر أو المغرب والعشاء، وإمّا أن يكون جمع تقديم أو جمع تأخير، فجمع التقديم يكون بجمع صلاة الظهر والعصر، أو صلاة المغرب والعشاء، وتقديمهما أي أن تُصلّى صلاة الظهر والعصر وقت الظهر وصلاة المغرب والعشاء في وقت المغرب، أمّا جمع التأخير فيكون بجمع صلاة الظهر والعصر، أو المغرب و العشاء، وتأخيرهما أي أن تصلى الظهر والعصر وقت العصر، والمغرب والعشاء وقت العشاء.
الجمع في صلاة الظهر والعصر عن طريق صلاة ركعتين للظهر ثمّ نسلّم ثم نصلي ركعتين للعصر، ثم نسلّم ولكن يجب أن تكون لكل صلاة إقامة لوحدها ولا يجوز أن تكونا في إقامة واحدة، كما يجب أيضاً أن تكون الصلاتان متتاليتين من غير فاصل بينهما، بالإضافة إلى أنّ المصلي يجب أن ينوي الجمع، كما ويجب الانتباه أنّه لا يجوز الجمع في صلاة العصر وأيضاً لا يجوز الجمع بين صلاتي العصر والمغرب.
إنّ بعض الفقهاء قد حدّدوا مسافة السفر بحيث لا تكون أقل من 90 كيلو متراً، إلّا أنّه لم يرد في القرآن الكريم تحديد لمسافة السفر ولا حتى في السنة النبوية الشريفة، وفي المذهب الشافعي لا يجوز أن تجمع وتقصر في الصلاة لأكثر من أربعة أيام، أمّا المذهب الحنفي فقد أجاز جمع الصلاة دون قصرها إذا كان الشخص لا ينوي الإقامة خمسة عشر يوماً.
أمّا بالنسبة للجمع في حالات المطر الشديد، أو الثلج، أو الريح الشديد، والسيول، بل إنّ هناك فتاوى بجواز جمع الصلوات بسبب وجود بعض الأمراض التي يتعذّر على المسلم أداء كل صلاة لشدتها، مثل مرض سلس البول، فقد أجمع العلماء على جواز الجمع بين الصلاتين إذا شقّ على المصلي الوصول إلى المسجد وفي تلك الحالة يكون الجمع جائزاً من باب التيسير على المسلم، لقوله تعالى: "يسّروا ولا تعسروا"، ولكن دون القصر أي لا يجوز قصر الصلاة لأنّ القصر هي رخصة خاصة بالسفر فقط، ومن شروط الجمع في الصلاة أيضاً هي نيّة جمع الصلاة خلال الصلاة الأولى وعند بداية الصلاة الثانية وأن يتم جمع الصلوات في المسجد.